المتابعون

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

عندمــا ينتــشــي القـلـــم







أشعر بسعادة كبيرة ..  لا أعرف هل هو مخي المبتهج في حفلة الكافيين .. أم شئ آخر !

طرأ على بالي الآن سؤال محير و سعيد :

‏ ماالسر في أنه أحيانا يتضاعف تركيز هرمون الحياة في الدم بسرعة ملفتة ؟؟

ربما هو الكافيين  أقول ...ربما ..

وبماذا يهم السبب ؟؟ مادامت البغية حاصلة ؟؟ أم أنها عادة البحث والتفكير..  و فطرة التأمل و التفتيش عما وراء كل شئ ؟؟
سمعت مرة  من لسانٍ أظنه رشيداً : أن لحياة الإنسان السعيدة ضرورياتٍ أربع : أن يُحِـــــب .. أن يُحَــــب ..  أن ينجـِـز .. وأن يغيّر ..
كلها تؤدي إلى الشعور بالنشوة .. فقدان أحدها يسبب التعاسة  .. ولكن الأهم : كلها تبدأ من الداخل !

 قد نتوهم أن مصدر السعادة هو لحنٌ عذب .. أو ابتسامة حلوة لوجه كالقمر .. أو لمسة حانية و مشاعر حب صادقة .. أو ربما هو إنجاز جبار تقف أمامه الأعين في خشوع و تسجد له القلوب في مسكنة واضحة .. و شركٍ صريح .
 لكن الحقيقة أننا نفتح أبواب قلوبنا  ببخل شديد و نضع على ذلك  شروطا كثيرة وكأن الأصل في حالنا أن تكون خالية خاوية أو نكدة .. نقف بانتظار مفتاحٍ من العالم المجهول كي يُدخل إلينا شيئا من راحة أو لحظة امتنان ثمينة تحيل كل ما فينا إلى طاقة خالدة و قرارات أبدية التنفيذ ... فلا المفتاح يظهر و لا الانتظار ينتهي و لا عداد العمر يتوقف .

سمع الإمام الشافعي رجلاً يقول: يا رب هل أنت راضٍ عني؟ فقال له: هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك؟ قال الرجل: كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه؟ فقال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله !

حين تدق ساعة الدموع الحزينة  تسوّد السماء , أوتنشق فتكون وردة كالدهان .. و يقترب الأفق و تضيق علينا الأرض بما رحبت ..
حين نفقد غالٍ أو نتعثر في مشوارنا الطويل .. أو نقف في منتصف متاهات تصيب بالدوار ... نرفع الراية البيضاء في صدورنا .. نغص بأنفاسنا الملتهبة .. نبحث عن كل أوجاعنا الماضية و الحاضرة .. نوثق قائمة من المصائب الآتية إلينا - لا محالة -  من المستقبل المظلم الضائع .
حين يؤذينا الصبر بمرارته اللاذعة و يطول الانتظار .. نفقد شهيتنا إلى الحياة .. يصيبنا الفتور و الملل من حمل الأعباء التي عملقتها عين السخط و ضخمتها عدسة الدموع المالحة
كلنا يعرف أن الدنيا دار ابتلاء و مشاق و مع هذا نُفاجأ حين تصيبنا الفواجع , و نجزع حين تلسعنا القسوة ...
كلنا يعلم أن الحياة أقصر من أن تبدد في الهم وأن أيامنا غالية ثم نسرف في الحزن أسابيع طويلة و نزيد في البخل على أرواحنا سنين أطول .. و يشتد عنادنا كثيرا
نضع لنا الأعذار و نختلق الأسباب و المسببات المقنعة وغير المقنعة للاستمرار في الأسى بعد أن  انقضت عدته .. و انتهت مدته و صار من التاريخ المنسيّ

نحن قلوب حية تشعر .. من حقها أن تتأثر بالمنغصات المتكررة .. لكننا عقول نيرة و أنفس قوية  باستطاعتها أن تفلت من أسر الرزايا أسرع مما نظن ..  أرواحنا تحوينا و لا نحويها .. لا يمكن تقارن بحجم أكبر الأجساد  أبدا .. أرواحنا تمتد إلى الملأ الأعلى لو شاء الرحيم .. تسبح في جنة الدنيا وتغرف من كوثرها .. آمنا يقيناً بما لا نرى و ما لا نسمع ,, فكيف نأسى على ما نرى و نسمع ؟؟

كما تعودنا اللاسعادة .. هيا نتعمد الفرحة ..  الرضا عادة ... العلم بالتعلم .. و الحلم بالتحلم .. الصبر بالتصبر .. و الرضا بالترضي .. لا فرق..

تعالوا ننظر إلى حياتنا بحكمة  .. نظرة شاملة وعامة ..نخرج منها و لو كنا فيها ,, نراها من برجٍ عالٍ  .. لابد أن لكل ما حدث و سيحدث حكمة إلهية كبرى .. ليس من المهم أن نعرفها اليوم ... لابد أن للمرارة فائدة عظمى .. وطهارة لصحائفنا و رحمة ..
للامتنان سحرٌ كبير و لذة متجددة .. قائمة النعم لا تنتهي .. فلنحتفظ بورقٍ أبيض و نكتب فيه كل جميل في الوجود .. لنعد قراءته كلما  أظلمت الدنيا  .. لنكتب .. لنرسم أو نلون .. لنجعل من الشجن طاقة ترفعنا لمرتبة أعلى .. تدفعنا للعمل والتفكير ..

مشروعنا هو أن ننتج كل يومٍ فكرةً جديدة .. أي فكرة .. نشكلها و  نفحصها ,, نقلبها ونناقشها  .. نسعى لأن نهبها الحياة و نطبقها .. حتى نزرع فينا بذور الأمل  الصُلب .. حتى نبني عقولا تعرف كيف تتغلب على الخوف .. فنحن نحب السعادة بلاشك .. لكنك من الممكن أن تحب شيئا بعنف إلى الحد الذي تخشى معه أن تمارس ما تحب ! هو خوف من أدائه بشكل متواضع . قد ترى أنه لا يجب إلا أن يكون ساحرا عظيماً.. مع أن المتعة كلها قد تبدا بكلمة  .. لكل منا كلمته و مهمتنا أن نحددها و نحفظها و نستخدمها . تستحق السعادة منا أن نجتهد فيها .. تستحق منا أن نتعمدها ورداً يومياً جنباً إلى جنب مع وردِ الأذكار .. و آيات القرآن ..
 
‏ فكرت في سر اللحن الجميل الذي يذيب القلب، فرأيت خلفه خشبا جيدا نُحت ، وأقواما نفثوا روحهم فيه حينا من الدهر ، وليالٍ ساهرة ,ونوتات ,,, كذلك الحلم الشهي، المشاكس، القابع هاهنا رغماً عنا، لا هو أقنعنا بحدوثه، ولا هو سمح لنا باليأس منه ..نعيش تحت إمرته رهائن جبروته .. يستحق منا أن نتحمل مجهود عيشه واقعا و يقينا .. حتى قبل أن يتحقق..


بعض ما غردتُ عن هذا الموضوع في تويتر النابض بالحياة  ( أقر واعترف أنها دعاية لتويتر ) /
        ·            كل حلمٍ تحسبه تأخر ماهو إلا طائع لأقدار الله يتحقق في أوانه ... وأوانه خيرٌ لك و لو كرهت انتظاره
        ·            لا تضع شرطا لمقدار المسبب .. كان أجدادنا سعداء بدون عالم الانترنت .. بدون الآي فون .. من غير ثروات و أرصدة كبيرة ..
        ·            لا تفوت فرصة إن استطعت وأعط من نفسك للناس حولك .. في الإعطاء متعة لا توصف و شحنة حياة جديدة
        ·            لا تتردد بعد التعافي و قلها بصدق : لن أزعم أن الله ابتلاني و قدعافاني ..
        ·            القلق من حدوث شئ لا يؤخره..ربما أرهقنا القلق إلى الحد الذي نتعجل عنده حدوث المكروه حتى نستريح .. !
        ·            لكل منا لحظات حائرة .. تتكاثر علينا فيها الأسئلة والمؤرقات .. حتى تشرق الشمس و يهنأ البال بالأمل المستفيق من نومه بانتعاش ..
        ·            حياتنا حوار مستمر مع السر الإلهي الموضوع فينا. كلما هرب منا شددناه إلى طريق اليقين التي ماخُذل من لزمها
        ·            إن كانت الحياة تتغيربفكرة تولد وتنحت وتتمدد و تتقاسمها العقول، فلنجعلها عادة أن نفكر ونتأمل.من التأمل العميق يأتي كل خير،ويطرد كل شر



هناك تعليق واحد:

العـــالي يقول...

نحن قلوب حية تشعر .. من حقها أن تتأثر بالمنغصات المتكررة .. لكننا عقول نيرة و أنفس قوية باستطاعتها أن تفلت من أسر الرزايا أسرع مما نظن .. أرواحنا تحوينا و لا نحويها .. لا يمكن تقارن بحجم أكبر الأجساد أبدا .. أرواحنا تمتد إلى الملأ الأعلى لو شاء الرحيم .. تسبح في جنة الدنيا وتغرف من كوثرها .. آمنا يقيناً بما لا نرى و ما لا نسمع ,, فكيف نأسى على ما نرى و نسمع ؟؟


كما تعودنا اللاسعادة .. هيا نتعمد الفرحة .. الرضا عادة ... العلم بالتعلم .. و الحلم بالتحلم .. الصبر بالتصبر .. و الرضا بالترضي .. لا فرق..

القلـــم والكتابة .. العلم والقراءة .. والتشارك والمشاركة
أشياء تزيد من القوة الداخلية للإنسان أن يزداد في الأشياء التي تجلب له السعادة ، وتفيده ، وتنشر الحب والسعادة والفرح في كل من يتابعوه

أعجبني كثيرا الدعاية لتويتر ، هذا الموقع الجميل الذي وبالرغم من قلة الأحرف إلى أنه يضيف الملايين لمن يقرأ فيه ، خاصة عندما يتابع الكبار في كلماتهم ، أولئك الذين يكتبون بالذهب مثلك أيتها العلياء

شكرا لك مجددا
:)