المتابعون

الاثنين، 15 يوليو 2013

خلود المشاعر


أبقيتك في ذاكرتي .. كل الأشياء التي تتصل بالقلب لا تُنسى .. ذاكرة المشاعر لا تشيخ .. كنت لي ما أردتك أن تكون .. و كنتُ لك خير الناس .. كان الخيال هو الحاكم و الوهم هو المتحكم فيما نقول و نكتب .. 

كبرنا عامين مزدحمين بأفكار الغياب .. لكننا كبرنا و تغيرنا و تبدلت طريقتنا .. أضحك كلما عدت إلى محادثات قديمة .. اليوم جاءنا فارس أقرب إلى قلبي .. قابل أبي .. و رأيته و .. نسيت بفرحتي به كل ملامحك .. حتى ذاكرتي  نضجت معي و عرفت متى تنسى .. حتى المشاعر من الممكن أن تضيع في عمق الماضي ..
وإنما نسيان المشاعر نوعٌ من الخلود !

الخميس، 13 يونيو 2013

و إني أحبك طيفاً و ذكرى



( في الحب يتعلم القلب كيف يتألم بالمعاني التي يجردها من أشخاصها المحبوبة و كانت كامنة فيهم....
و بالفـراق يتعلم القلب كيف يتوجع بالمعاني التي يجردها هو من نفسه و كانت كامنة فيه )

 مصطفى صادق الرافعى



أحبك .. أقر و أعترف بذنبي .. بقيتُ على قيد المشاعر دهرا .. أقر و أعترف بغبائي .. 

أحبك كلمحة السراب ..  كلذيذ الوهم .. كراحة الغياب ..

أحبك بيأسٍ مقبول .. و واقعٍ مفهوم .. و تردد محمود مكتوم .. لكني أحبك بلا يأس .. بيقين  من ليس يقدر إلا على اليقين .. 

أطعتُ عقلي وابتعدت...  ثم أطعته واقتربت .. في المرة الأولى كان عقلي و في المرة الثانية كان عقلي .. 
هل عقلي هو ما يأمرني بالابتعاد ثم ينصحني بالاقتراب ؟ أم هو قلبي في المرتين ؟؟ لا أعرفُ يقينا أيهما قرار القلب و أيهما قرار العقل !

ولا أعرفُ إن كان يصح فصل العقل عن القلب أساسا .. 

أحبك .. كلمات التردد و الحيرة الجميلة .. و تصنع الزهد فيك بمهارة .. و التظاهر بالقوة على فراقك .. فراقك الذي حدث قبل أن يكون .. جهزتُ له باحترافية عالية .. أجهز له باختياري .. أنا المتفائلة !

بقدر واقعيتي ( أو تشاؤمي ) .. أحببتك .. و بقدر التفاؤل أحبك .. و بمقدار الرضا أحب فراقك .. فهو فراقك (أنت) ..

أحب قلبي حيث خفق حين سمع صوتك .. و رآك .. حيث قرأ ما بعينيك .. حيث فهمك و اكتفى بالهمس .. 

أحبك لسبب وجيه .. لأنك أنت أنت .. 

عرفت عيوبك .. عرفت انشغالك و ضياعك .. عرفت أحزانك .. لكني بعدها تابعت مسلسل الحب الجديد .. كل محب يظن قصته جديدة .. أحبك مثل ظنون المحبين .. ومثل يقينهم .. و مثل ألمهم ... أحبك مثل صبرهم ..

لم أبقيك سرا وحدثت عنك و أخبرت بك و ذكرت اسمك بوضوح .. كيف أخجل من المشاعر المقيدة بقفل محكم  حتى في الكلام بيننا ؟ .. 

كتبت عنك .. حتى تقول السنوات البعيدة القادمة .. أن حباً حقيقيا يبدأ و ينتهي .. ولا معنى لفلسفة تزعم بأن الحب الحقيقي لا ينتهي .. كل شيء ما خلا اللهَ فانٍ و باطل .. 

كبرتُ في عهد حبك أعواماً .. تقلبت فيها بين آراء و وجهات نظر .. حتى وصلت إلى رأي أقنعني : الحبُ تجربة مشاعر ضرورية للوصول إلى فهم الحياة بطريقة عميقة .. مثل تجربة الصداقة .. وتجارب المراهقة التي قالوا لي عنها لكنها فاتتني..

كل شيء جميل تعلمته من هذه المشاعر .. اللجوء إلى الله أكثر ..  البهجة .. حب نفسي لنفسي والاعتداد بها .. أن أكون أقل حساسية و أكثر طمعاً .. متابعة الحياة والارتقاء فيها رغم غيابك أو قل رغم حضورك البارد .. 

وكل شيء جميل تعلمته ، سأطبقه في حبي الجديد !

قرأتك بشغف .. و في صفحاتك قرأت نفسي و رأيت وجهيَ الطفولي البريء .. و لمحت ملائكيتي و خجلي الجميل .. وحتى الأشياء الحلوة التي أعرفها عن نفسي أحببتها أكثر .. 


 أحبك لأني بهذا الحب أحببت نفسي أكثر .. و لأني بنهايته عرفت نفسي بشكل أفضل .. 

أحبك ماضياً .. كما أحببتك حاضراً .. وكما أحببتك مستقبلاً ورسمت في خيالي حياتنا معاً .. 

كذكرى جميلة بين الذكريات تختفي عني أشهراً طويلة و تزورني كلما شاء الله لها أن تأتي .. 

أعتذر للفلسفة المذكورة .. فربما تقصد أن الحب الحقيقي يبقى كذكرى .. وصدقت

أعتذر لنفسي .. فلم يكن لائقا أن أصف مشاعرها بالغباء .. 
أعتذر إليك .. إن كان في صمتي ما أثار الشك و إن كان في رفضي ما أحزنك .. 

وإن كان وصفي لك بالضياع لا يليق .. 

فأنت سيد الطموحين و إمام المكافحين .. 

وأنت من كتب أن من يُحرَمني فهو ضائع .. أنت أحد أسباب غروري .. 

أحبك .. كعذوبة الابتسامة على وجهي حين أتذكر كلامك بعد ثلاثين سنة !

الخميس، 3 يناير 2013

فكرة الحب

  أكثر اللحظات إيلاما تلك التي ينادونني فيها بالأديبة ..

أعترف أني متذوقة وعاشقة .. و أن سحر الشعر لم ينته مفعوله منذ بدأ .. و أن النص الأدبي يستفز مكامن الخوف و الحب المدفون .. فالحب الأول يصحبه خوف دائما و بعثرة و ارتجال و تردد .. خاصة حين يكون حبا منتظرا لا تقوى حبال الخجل على سحبه من الأيام القادمة ... الحب لا يُستجدى ولا يُطلب .. الحب يأتي و لا يؤتى به .. هو في دهاليز المشاعر المظلمة ومضة .. تشتعل صدفة .. تصحبها رجفة .. تنفخ فيها أنفاس القلق .. و تضرم نارها ألوان الشفق .. 

كلما هممت أن أكتب وجدتني في حصة الحب درسا جديدا أحاول أن أفهمه .. قرأت وجوه العاشقين و بوحهم في غفلة السعادة .. قرأت نتاج معاناتهم في الرواية الأصيلة .. و سمعت شروح الحب في قصيدة .. تتفتح لأبياتها مجاري الدمع ... 

 هل الحب هو حلم عشرينية و انبهار ثلاثينيّ ؟ كلما هبط علينا وحي القلم دار الحديث حول فهم الناس و تفكيرهم و ربما شكهم ،، لماذا لا يقرأ الناس  للرافعي ؟ ولم لا ينصتون لجويدة ؟ .. لطالما امتزج الحب بالأدب امتزاج النقاء بآيات سورة التوبة .. كثيرا ما يعبر الأنقياء عن مشاعرهم بقوة .. أما الغائبون في التيه فغالبا ما يصمتون عن التعبير و يلتفتون للنقد و الظنون .


ها أنا أخجل من حلمي ،،  حلمت أن يكون حبي ( الأول ) شاعرا مرهفا ،، ذكّرت نفسي بالزُهد فوجدتها تستغفر الله من ذنب الأحلام !
نصي هذا أكتبه على سطح الآيباد .. تغيرت الدنيا كثيرا منذ كنت في العاشرة من عمري .. في عبثٍ جميل فكرت لأول مرة كيف أريد زوجي أن يكون .. كنت أسمّيه حبيبي و أخفي حديثي ( معه ) عن نفسي .. كم من الجرأة تحتاج الطفلة كي تتحدث عن أفكارها الجديدة مع زوجة أبيها ... في الغالب نؤثر الصمت على إحداث زوبعة تخيلها لنا براءتنا كبيرة و مخيفة .. وحتى مع أمهاتنا .. أحيانا..


مرت السنوات وكلمة ( زوجي ) صعبة النطق غريبة .. أما كلمة ( حبيبي ) فربما شوهت سمعتي أو ( يمكن تطير فيها رقاب ) ... إلا إذا هداني ذكائي لاستعمالها في صورة مزحة في مكان مناسب مع شخص( ة ) مناسبة .. و بغض النظر عن حقيقة وجود هذا الحبيب الوهمي .. التحضير لنطق الكلمة يشبه كثيرا التأهب لملاقاة العدو ! ..  

احتفل أحبابي بميلادي السابع و العشرين .. يشكرون الله على وجودي في حياتهم .. مع شكري لاحتفائهم و هداياهم و مشاعرهم التي تملأ قوارير الفرح و الحب في نفسي .. هناك إناء بقي فارغا ينتظر هدية من حبي " الأول " .. 
هل الأول تشير إلى احتمالية أن بعده ثانيا ؟ هل تعني أني لم أشعر بالحب أبدا؟ لا أدري لماذا أستعمل هذه الكلمة .. لكنها تطربني كثيرا .. وأشعر بالفخر كلما ذكرتها في أي حوار !

وماذا بعد ؟ كل نص يبدأ بفكرة عامة تنتهي بي للكتابة عنه  .. هذا ليس فعل الأدباء هذا فعل الإنسان إن احتوته فكرة الحياة .. هذه عادة من له قلب لا يسكته .. و يظل يعطيه من الحبر مادة لانتعاشه .. فليكتب القلب و لتظن عينٌ.  قرأت ما شاءت أن تظن .. نحن نكتب و الناس تراقب زفيرنا و تعلم - بطبيعة الحال - أن قبله شهيقا .. القاريء الإنسان يفهم الكاتب الإنسان .. قولوا للأنثى المرتجفة خوفا من ذنب استخدام الكلمات اكتبي ما استطعتي إلى الكتابة سبيلا .. كي تبقى ابنة حواء بداخلك حية نشطة .. كي تجددي قدرتك على اقتراف الأحلام .. قولوا لمن منعه الخوف من البوح أن يكتب .. ما ضرنا لو تنفسنا و شهد شاهد منهم على ذلك !