المتابعون

الاثنين، 15 يوليو 2013

خلود المشاعر


أبقيتك في ذاكرتي .. كل الأشياء التي تتصل بالقلب لا تُنسى .. ذاكرة المشاعر لا تشيخ .. كنت لي ما أردتك أن تكون .. و كنتُ لك خير الناس .. كان الخيال هو الحاكم و الوهم هو المتحكم فيما نقول و نكتب .. 

كبرنا عامين مزدحمين بأفكار الغياب .. لكننا كبرنا و تغيرنا و تبدلت طريقتنا .. أضحك كلما عدت إلى محادثات قديمة .. اليوم جاءنا فارس أقرب إلى قلبي .. قابل أبي .. و رأيته و .. نسيت بفرحتي به كل ملامحك .. حتى ذاكرتي  نضجت معي و عرفت متى تنسى .. حتى المشاعر من الممكن أن تضيع في عمق الماضي ..
وإنما نسيان المشاعر نوعٌ من الخلود !

الخميس، 13 يونيو 2013

و إني أحبك طيفاً و ذكرى



( في الحب يتعلم القلب كيف يتألم بالمعاني التي يجردها من أشخاصها المحبوبة و كانت كامنة فيهم....
و بالفـراق يتعلم القلب كيف يتوجع بالمعاني التي يجردها هو من نفسه و كانت كامنة فيه )

 مصطفى صادق الرافعى



أحبك .. أقر و أعترف بذنبي .. بقيتُ على قيد المشاعر دهرا .. أقر و أعترف بغبائي .. 

أحبك كلمحة السراب ..  كلذيذ الوهم .. كراحة الغياب ..

أحبك بيأسٍ مقبول .. و واقعٍ مفهوم .. و تردد محمود مكتوم .. لكني أحبك بلا يأس .. بيقين  من ليس يقدر إلا على اليقين .. 

أطعتُ عقلي وابتعدت...  ثم أطعته واقتربت .. في المرة الأولى كان عقلي و في المرة الثانية كان عقلي .. 
هل عقلي هو ما يأمرني بالابتعاد ثم ينصحني بالاقتراب ؟ أم هو قلبي في المرتين ؟؟ لا أعرفُ يقينا أيهما قرار القلب و أيهما قرار العقل !

ولا أعرفُ إن كان يصح فصل العقل عن القلب أساسا .. 

أحبك .. كلمات التردد و الحيرة الجميلة .. و تصنع الزهد فيك بمهارة .. و التظاهر بالقوة على فراقك .. فراقك الذي حدث قبل أن يكون .. جهزتُ له باحترافية عالية .. أجهز له باختياري .. أنا المتفائلة !

بقدر واقعيتي ( أو تشاؤمي ) .. أحببتك .. و بقدر التفاؤل أحبك .. و بمقدار الرضا أحب فراقك .. فهو فراقك (أنت) ..

أحب قلبي حيث خفق حين سمع صوتك .. و رآك .. حيث قرأ ما بعينيك .. حيث فهمك و اكتفى بالهمس .. 

أحبك لسبب وجيه .. لأنك أنت أنت .. 

عرفت عيوبك .. عرفت انشغالك و ضياعك .. عرفت أحزانك .. لكني بعدها تابعت مسلسل الحب الجديد .. كل محب يظن قصته جديدة .. أحبك مثل ظنون المحبين .. ومثل يقينهم .. و مثل ألمهم ... أحبك مثل صبرهم ..

لم أبقيك سرا وحدثت عنك و أخبرت بك و ذكرت اسمك بوضوح .. كيف أخجل من المشاعر المقيدة بقفل محكم  حتى في الكلام بيننا ؟ .. 

كتبت عنك .. حتى تقول السنوات البعيدة القادمة .. أن حباً حقيقيا يبدأ و ينتهي .. ولا معنى لفلسفة تزعم بأن الحب الحقيقي لا ينتهي .. كل شيء ما خلا اللهَ فانٍ و باطل .. 

كبرتُ في عهد حبك أعواماً .. تقلبت فيها بين آراء و وجهات نظر .. حتى وصلت إلى رأي أقنعني : الحبُ تجربة مشاعر ضرورية للوصول إلى فهم الحياة بطريقة عميقة .. مثل تجربة الصداقة .. وتجارب المراهقة التي قالوا لي عنها لكنها فاتتني..

كل شيء جميل تعلمته من هذه المشاعر .. اللجوء إلى الله أكثر ..  البهجة .. حب نفسي لنفسي والاعتداد بها .. أن أكون أقل حساسية و أكثر طمعاً .. متابعة الحياة والارتقاء فيها رغم غيابك أو قل رغم حضورك البارد .. 

وكل شيء جميل تعلمته ، سأطبقه في حبي الجديد !

قرأتك بشغف .. و في صفحاتك قرأت نفسي و رأيت وجهيَ الطفولي البريء .. و لمحت ملائكيتي و خجلي الجميل .. وحتى الأشياء الحلوة التي أعرفها عن نفسي أحببتها أكثر .. 


 أحبك لأني بهذا الحب أحببت نفسي أكثر .. و لأني بنهايته عرفت نفسي بشكل أفضل .. 

أحبك ماضياً .. كما أحببتك حاضراً .. وكما أحببتك مستقبلاً ورسمت في خيالي حياتنا معاً .. 

كذكرى جميلة بين الذكريات تختفي عني أشهراً طويلة و تزورني كلما شاء الله لها أن تأتي .. 

أعتذر للفلسفة المذكورة .. فربما تقصد أن الحب الحقيقي يبقى كذكرى .. وصدقت

أعتذر لنفسي .. فلم يكن لائقا أن أصف مشاعرها بالغباء .. 
أعتذر إليك .. إن كان في صمتي ما أثار الشك و إن كان في رفضي ما أحزنك .. 

وإن كان وصفي لك بالضياع لا يليق .. 

فأنت سيد الطموحين و إمام المكافحين .. 

وأنت من كتب أن من يُحرَمني فهو ضائع .. أنت أحد أسباب غروري .. 

أحبك .. كعذوبة الابتسامة على وجهي حين أتذكر كلامك بعد ثلاثين سنة !

الخميس، 3 يناير 2013

فكرة الحب

  أكثر اللحظات إيلاما تلك التي ينادونني فيها بالأديبة ..

أعترف أني متذوقة وعاشقة .. و أن سحر الشعر لم ينته مفعوله منذ بدأ .. و أن النص الأدبي يستفز مكامن الخوف و الحب المدفون .. فالحب الأول يصحبه خوف دائما و بعثرة و ارتجال و تردد .. خاصة حين يكون حبا منتظرا لا تقوى حبال الخجل على سحبه من الأيام القادمة ... الحب لا يُستجدى ولا يُطلب .. الحب يأتي و لا يؤتى به .. هو في دهاليز المشاعر المظلمة ومضة .. تشتعل صدفة .. تصحبها رجفة .. تنفخ فيها أنفاس القلق .. و تضرم نارها ألوان الشفق .. 

كلما هممت أن أكتب وجدتني في حصة الحب درسا جديدا أحاول أن أفهمه .. قرأت وجوه العاشقين و بوحهم في غفلة السعادة .. قرأت نتاج معاناتهم في الرواية الأصيلة .. و سمعت شروح الحب في قصيدة .. تتفتح لأبياتها مجاري الدمع ... 

 هل الحب هو حلم عشرينية و انبهار ثلاثينيّ ؟ كلما هبط علينا وحي القلم دار الحديث حول فهم الناس و تفكيرهم و ربما شكهم ،، لماذا لا يقرأ الناس  للرافعي ؟ ولم لا ينصتون لجويدة ؟ .. لطالما امتزج الحب بالأدب امتزاج النقاء بآيات سورة التوبة .. كثيرا ما يعبر الأنقياء عن مشاعرهم بقوة .. أما الغائبون في التيه فغالبا ما يصمتون عن التعبير و يلتفتون للنقد و الظنون .


ها أنا أخجل من حلمي ،،  حلمت أن يكون حبي ( الأول ) شاعرا مرهفا ،، ذكّرت نفسي بالزُهد فوجدتها تستغفر الله من ذنب الأحلام !
نصي هذا أكتبه على سطح الآيباد .. تغيرت الدنيا كثيرا منذ كنت في العاشرة من عمري .. في عبثٍ جميل فكرت لأول مرة كيف أريد زوجي أن يكون .. كنت أسمّيه حبيبي و أخفي حديثي ( معه ) عن نفسي .. كم من الجرأة تحتاج الطفلة كي تتحدث عن أفكارها الجديدة مع زوجة أبيها ... في الغالب نؤثر الصمت على إحداث زوبعة تخيلها لنا براءتنا كبيرة و مخيفة .. وحتى مع أمهاتنا .. أحيانا..


مرت السنوات وكلمة ( زوجي ) صعبة النطق غريبة .. أما كلمة ( حبيبي ) فربما شوهت سمعتي أو ( يمكن تطير فيها رقاب ) ... إلا إذا هداني ذكائي لاستعمالها في صورة مزحة في مكان مناسب مع شخص( ة ) مناسبة .. و بغض النظر عن حقيقة وجود هذا الحبيب الوهمي .. التحضير لنطق الكلمة يشبه كثيرا التأهب لملاقاة العدو ! ..  

احتفل أحبابي بميلادي السابع و العشرين .. يشكرون الله على وجودي في حياتهم .. مع شكري لاحتفائهم و هداياهم و مشاعرهم التي تملأ قوارير الفرح و الحب في نفسي .. هناك إناء بقي فارغا ينتظر هدية من حبي " الأول " .. 
هل الأول تشير إلى احتمالية أن بعده ثانيا ؟ هل تعني أني لم أشعر بالحب أبدا؟ لا أدري لماذا أستعمل هذه الكلمة .. لكنها تطربني كثيرا .. وأشعر بالفخر كلما ذكرتها في أي حوار !

وماذا بعد ؟ كل نص يبدأ بفكرة عامة تنتهي بي للكتابة عنه  .. هذا ليس فعل الأدباء هذا فعل الإنسان إن احتوته فكرة الحياة .. هذه عادة من له قلب لا يسكته .. و يظل يعطيه من الحبر مادة لانتعاشه .. فليكتب القلب و لتظن عينٌ.  قرأت ما شاءت أن تظن .. نحن نكتب و الناس تراقب زفيرنا و تعلم - بطبيعة الحال - أن قبله شهيقا .. القاريء الإنسان يفهم الكاتب الإنسان .. قولوا للأنثى المرتجفة خوفا من ذنب استخدام الكلمات اكتبي ما استطعتي إلى الكتابة سبيلا .. كي تبقى ابنة حواء بداخلك حية نشطة .. كي تجددي قدرتك على اقتراف الأحلام .. قولوا لمن منعه الخوف من البوح أن يكتب .. ما ضرنا لو تنفسنا و شهد شاهد منهم على ذلك ! 

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

تعابير وجه


 

-لم يحبك من لم يطلبك من وليّك زوجة دون سابق مغامرات .. 
 -لا ... خطأ .. ربما أن شيئا يعيقه ..

 -إن كان جادا فسيتغلب على عوائقه ولن يقحمك فيها .. 
 -أشعر أنه يريد لكن لا يستطيع .. 


 -إذن فلماذا يعنيك شأنه ؟
 -كيف لا يعنيني وهو يحبني ؟ 

-هل تحبينه ؟ 
 -أحب حبه لي ..

 -يعني تحبينه .. 
 -هناك فرق .. 

-ربما .. لكن كلاهما سواء أن تحبيه أو لا تحبيه.. 
 -كيف ذلك ؟ 

-قولي لي  إن كنت تحبينه هل ستطلبين الارتباط ؟ هل ستبادرين ولو بالتلميح ؟
-يستحيل ! 

-لذلك لا فرق بين حبه و عدم حبه .. إلا إشقاء نفسك .. 
 -أشعر أنه صادق في حبه لي .. لكنه تعقد بسبب زواجه السابق .. 

-لو كان هذا الحب حقيقيا بالنسبة له لأنساه عقدته ! 
-فكرت في هذا .. يبدو منطقيا جدا ... حب لا ينسينا جراحنا هو بالتأكيد غير كافٍ أو غير ملائم ...

 -في نهاية الأمر سيتزوج من تجعله يعيد النظر .. بالعربي " تفك عقدته " 
 -صحيح ،، ربما أني لست هذه الأنثى .. 

-أو سيتزوج كي يكون لائق مجتمعيا بمن تختارها أمه .. و ربما أنه لن يتزوج أبدا ..
-في كل الحالات ،، لابد أن أبتعد .. 

-بدأ سلطان العقل يعود .. 
-أريد لهذا أن ينتهي ،، ليتني ما عرفت عن حبه .. مزعج أن تلقى من يحبك و تشعر معه بالارتياح ثم تقف مكتوف اليدين..

-لا أعرف ماذا أقول لك .. ليته لم يحبك ،، أو ليته لم يقلها ؟
-بل قولي ليتني لم أتحدث معه .. ليتني لم أسمع بوحه و تصريحه ..


الخميس، 20 سبتمبر 2012

هاهي قد أمطرت حبا

تأتي المكارهُ حين تأتي جملةً ..
وأرى السرورَ يجيءُ في الفلتاتِ !

أبو العتاهية 


كما أن نسمات الصبح الشتوية تتأخر في مدينتي كل عام ... و زخاتِ المطر الرومانتيكية لم يحن وقتُها بعد .. فإن لقاءك الميمون لايزال باقيا على أحد رفوف القدر المُذَهّبَـة ..
رذاذٌ بارد و منعش أتاني الليلة يسبق كل مقدمات الفصل المعشوق بشهرين كاملين .. يحكي لي عن أسرارِ في الغيب قد اختبأت .. يرضي شيئا من شغفي بالمجهول .. كان حديثه كحديث المنجّمين الطيبين الذين ينتشرون بيننا و حوالينا .. فيه سلوة لكل من قلّب وجهه باحثا في طريق حياته عن ظلّ نفسه و وقْعِها في روحٍ أخرى ..
أتى و معه " ألبوم صور " مقسّمٌ إلى مراحلَ بدايةِ الاندماجِ المُقدّس ...
رأيتُها ترتدي ثوبا مطرزا بالجمال رقيقا..
أميرةٌ في قلب بحرٍ أبيضَ   زاهـٍ .. له نورٌ طاقته الحياة ..
رأيتُ الاقتراب الحميم .. علاماتُه باديةٌ على وجهها الطفوليّ البريء .. شيءٌ يسيرٌ من ارتباك .. لا شيء من ارتياب .. راحةُ روح .. و ارتياحُ قلب .. و ابتسامةُ أنثى وجدت لنفسها مسكنا في حجرة آمنة ...
في الصور الساكنة تحركت وجَناتٌ و شفاهٌ و أعينُ   التعب الفرِحة .. ضحكاتٌ متقاسمة سمعتُها واهتزت لألحانها نفسي .. لمع في سواد العيون بريقُ البهجة الفضيّ ... تشابك الكفّان فتنقّلت في الأجساد كهربائيةُ التواصل الأولى .. 
تلامست الجبهتان و استند كلاهما على الآخر .. 
أُغمضت العينان و دار همسٌ   قصير و سمعتُ زفراتِ الشوق الأولى ..

لم أقدر أمام كل تلك الروعة المشتعلة بالجمال في كل لقطة .. إلا أن أكرر اسم الخالق و أنقُلَ على لساني تهانٍ  بعباراتٍ  إلهية صعدت من قلبي دون تفكير أو اختيار ..

في صحائف الدنيا اليومية بؤسٌ و شقاء يزيد مع تقدم الزمن .. هناك صفحة خُصّصت للتهاني و الأمنيات قد نراها على حين غفلة من العمر المزدحم ..
هناك صفحةٌ من أملٍ و نورٍ و حب .. صفحة موجودة في مكانٍ ما .. بين صفحتين ..


  صديقتي العروسُ  الجميلة ..
سعيدة أنا بعمق الكون من أجلك ..


I blog with BE Write


I blog with BE Write

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

قـــال لها ... و قـــالـت


قال لها : أنت أكثر مما أريد !

 قالت له : و أنت كل ما أريد !

 وفرق بين قول و قول !! 


@@@@@


 قال لها : أريني أنظر إلى عينيكِ ...

 قالت له : أحب أن أسمع صوتك ،،

 هو يعشق بعينيه .. و هي تعشق بأذنيها ! 


@@@@@


 قال لها : ماذا تحبين ؟ 

 قالت : .......... 


رب صمت أوقع من قول ! 


@@@@@ 



قال لها : أنت كاملة ..


 قالت له : بك ...


 الأنثى إذا أحبت ... أحبت !! 


@@@@@


 قال لها : أحبك أكثر من حبك لي و الدلائل .........


 قالت له : بل أحبك أكثر ... بلا دليل !


 ثم اتفقا أن كليهما يحب الآخر أكثر ! 


@@@@@ 


قال لها : أريد أن أكون كل شئ في حياتك ..


 قالت له : عدني أن أكون جزءا " ثابتا " من حياتك !


 فلسفة حب شرقية ..


 @@@@@ 


قال لها : الواقع صعب و مرير 


 قالت له : و الخيال ساحر و لذيذ 


 و نسيا أن الخيال كان أصل الواقع و بدايته !


 @@@@@ 


سألها : ماذا تصنعين؟

 فأجابت : أتكحل. 


فأسر في نفسه -وعلى عكس كل الناس-عشقه لعينيها بدون الكحل. 


 ولم يخبرها بل ابتسم و امتدح جمالها ! 

مقطع من رواية عربية

السبت، 7 أبريل 2012

أن ترضى

في هذه الدنيا ..

 ليس أسوأ من إغضابك ..

ولا أكثر إيلاما من تعدي حدودك ...

بل لا أبشع من الذنب إلا تكراره بعد التوبة ... ثم التوبة ثم الذنب ثم التوبة ..

إبليس ينفخ في النفس يأسا .. أو مللا ...  أو كبرا ... و الهوى يسحب الإنسان سحبا ...

الدنيا ظلام دائم إلا من نور رحمتك .. و حسن الظن بك ... و البراءة من جريمة اليأس من روحك ...

حبك ملأ القلب و كل الكون .. كلامك حبل لكل غريق أخذه الموج بعيدا عن  سفينة النجاة التي ارتضيتها. 

الحاجة  لغيرك منكر ابن آدم الذي صنعته و غذيته و أعطيته ...

ضعف ابن آدم هو من شهوة أو شبهة ..

أمل ابن آدم الذي أنعمت عليه بسلامة الفطرة .. فطرة التوحيد ... أن تغسل قلبه و صحيفته .. و أن تحسن ختامه 

هبه قوة يا جبار السموات و الأرض .. يا من لا تضره معصية .. ولا تنفعه طاعة ...

اقترب للناس حسابهم .. و صدق رسولك الحبيب - صلى الله عليه و على آله وسلم - ..

. أريقت دماء حرمتها عندك أكبر من حرمة الكعبة والبيت الحرام .. و استذل الأمة كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب

يارب المستضعفين

إليك نشكو ضعف قوتنا .. وقلة حيلتنا و هواننا على الناس ..

يا أرحم الراحمين .. يا حي يا قيوم ... كما ابتليتنا فعافنا ..

إنا نجأر إليك أن يكون هذا العذاب في أمة محمد -صلى الله عليه و على آله و سلم - هو بذنب منا لم نتب منه كما تحب و ترضى ...

إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ... غير أن عافيتك أوسع لنا ...

نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ... وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة ...

من أن تنزل بنا غضبك  .. أو يحل علينا سخطك

 لك العتبى حتى ترضى ... ولا حول ولا قوة إلا بك ..

الجمعة، 23 مارس 2012

أنت الغياب


 كم أشفق على قلب طفلة  لم تشعر إلا قليلا  بحب من أبوين رائعين .. شغلهما التناحر الحرام بعد الفراق الحلال سنوات طوال ... رأيتها تمسك بكتاب يكبرها كثيرا و تعيش فيه .. تمر بعينيها الملائكيتين على الصفحات تباعا كأنها تبحث بنهم جائع عن لقمة من حياة أو شربة من روح قريبة ...
 أعجبتها دولة الكتب وجدت فيها أفكارا و مشاعر افتقدتها في دولة الناس .. رسمت لنفسها طريقا في الدولتين .. أقسمت أن تحقق عظمة لا تنسى ... أن يعتمد عليها ... لا يستهويها أن تنتظر في دولة الناس كلماتٍ هي من حقها  .. وأفعالا هي من واجباتهم نحوها ...

قرأتُ لها في إحدى الليالي الباردة ما نشرته على صفحات الموقع الالكتروني /

"وجودك أجمل ما يكون في واقع أيامي ... في صوتك كلمة هي وقودي .. أتأمل تكرارها وأفخر برصيدي منها .. أكثر العد فتكثر البركة ..
أنت الغياب الجميل عن دنيا التعب .. فتحت لي حدود دولتك بلا جواز سفر .. وأشرت لي بالجلوس على عرش حبك
... منحتني الثقة و التقدير .. ترى بأن من حقي كمواطنة أن يعترف بي وطني .. شهدت لي بالجمال فكأني أعرف ذلك عن نفسي لأول مرة ..
أنت شئ  لم يتحدد .. قديم لم يتجدد .. عظيم لم يتردد ..  تعرف ما تريد و تعرف الطريق إليه .. لكنك تنتظر الإذن ..و تترقب الموعد في لهفة ..  
أنت الغياب عن فصل الوجع الطويل و موسم القلق المشؤوم .. أنت الغياب عن دائرة الشوق المغلقة .. و حجرة الرغبة الضيقة ..
وأنا إن كنت أجهل صورة وجهك .. فإن ملامح روحك مألوفة .. و أفكارك معروفة .. و شئ ما بقلبك يشبهني ..
أنت الحضور ..  في اجتماع مبدع مهيب .. و امتحان قاس رهيب ..
 أكرر على نفسي أن العمر الطويل هو في حقيقته يوم أو بعض يوم .. وأبثك شيئا تعلمه ...
 أنت الحضور الغائب عن عالمي ... و أنت الغياب الحاضر في أركان قدري .".


السبت، 17 مارس 2012

وخزة شوق ناقمة

وصلت بهم التكنولوجيا حدها! لا وربي ما صنعوا شيئا !!!

لازالت المشاعر لا تكتبها أقلامهم ولا أجهزتهم اللوحية الساحرة كما هي، لازال طريقهم طويلا ..

كيف نكتب عن عنف المشاعر و اندفاعها ؟ و كل الطاقات تضعف عن وصفها..

و كل المحاولات هزيلة أمام ضخامتها .. وضيعة خلف فخامتها .. قليلة وسط كثرتها؟؟

كيف توصف أوجاع الشوق مثلا، هل تشبه بطعن السكين و هو أيسر وأقل حدوثا و خطورة ؟

يعاني من ألم الشوق أقوام يملأون الكون بأنينهم  ،، و ما لاقى الطعنَ أحدٌ إلا شُفي منه أو رحل عنه !

يتكرر وخز الأشواق في كل حين أما حد السكين فإنه إذا نفذ إلى الجوف راحت آلامه ...

تعبت الأوراق صبرا و جزعا .. قوة و ضعفا ...لا بقلم ولا بضغطات الإصبع الكسير على اللوحة نكتب ..

 سن السكين قلم يحفر سنوات من أمل .. اشتقت إليك

اشتقت إليك يا يوما يجادلني في اقترابه .. يناقشني في وجوده على صفحة القدر .. يبادلني نظرات العشق الحزينة

أدميتها أوراقي كلها.. وهجرتها أقلامي كلها

يا حلم ابن آدم أنهكتني البهجة بحدوثك قبل أن تكون ..بعدت عن الطريق إليك ..أبحث عن خط السير نحوك..

 عن صوت البحر .. عن نور الشمس .. عن روحك تأوي إلي

شعرت بالعجز عن التعبير  .. شعور قديم و مهين إذا احتجت أن تفسر ما يعتمل داخلك فتجد أنك لا تكاد تبين

الأحد، 19 فبراير 2012

نعم .. هو قدر



عفوا .. لم أجد صورة للقدر !


تكلمت و بثينة نحوا من ساعة .. نقل صوتها لقلبي حياة جديدة .. حين تعود إليك ذكريات عمرك الحلوة في صوت بثينة ينتعش فيك كل شئ..
هو قدر,, أن يكون أبعدهم منك مكانا أقربهم إلى قلبك ..
هو قدر ,, أن يكون أقربهم إلى قلبك أكثرهم جفاء و نسيانا بفعل البعد ..
كم يفعل البعد في القلوب ! .. و كم يطفئ النسيان وهج الشوق إلى لقاء .. هو قدر أنا اقتربنا كثيرا ثم توارى كل منا خلف ضباب الأيام ..
نلملم الأمل منثورا في الصوت و الرسالة .. نتسلى برمز القلب الأحمر و رمز الابتسامة وكأنهما بتواضع شديد يحاولان إقناعنا بحقيقتيهما ..
لكن الأيام من بين كل هذا تعرفك بترتيبك في قلوب الناس و تساعدك على إعادة ترتيب قائمتك .. قدر أنا نفترق ثم يجمعنا التفكير و السؤال ..
كان اقترابنا لذيذا كطعم الحياة .. و كان ابتعادنا مريرا كطعم الحياة أيضا ... قدر ,, وأنا من أمة تؤمن بالقدر
..

الخميس، 16 فبراير 2012

أبعد هذا يعيش حبري أم يموت ؟







رحلت 2011 !

وانقضى العام الثائر الدامي ولم أكتب بعده نصا !  كأن قلمي قد نزف حتى الموت وما عادت في جوفه بقايا روح تكتب عن ما يحدث داخلي من فوضى و ازدحام  يتكرر يوميا عند دقة الساعة الواحدة ظهرا في العاصمة ,, حيث الحوادث المرورية يندر أن تكون وقد التصقت المركبات ببعضها في  موكب بطئ يزحف كما الأمواج العظيمة في المحيط الواسع الذي يسمونه الهادئ  ,, و الله وحده ثم من أعطاهم العلم و الاكتشاف يعلمون أن ما يحدث في قلب المحيط أبعد ما يكون عن الهدوء ! ..

وأنا كالمحيط الهادئ تماما وجهي متموج شفاف يتطعم بلون السماء فتارة زرقة يهيم بها كل قلب عاشق و تارة لا لون له في الليل البهيم و ما أحلك الأيام التي تعيشُ فيها بكل طاقاتك و صحتك وعقلك و علمك وموهبتك و نعم الله تحيط بك لكنك رغم هذا لا تقدر أن تقول كلمة تغير في الأحداث و لا تعرف طريقا كي تخرس ألسنة سكتت دهرا ثم نطقت جورا ..!

كل الملامح الهادئة الملائكية على وجه أي أنثى عاشقة ,على جبهتي منها مسحة و في عيني حكاياتها كلها  .. وفي قلبي صخب العام الماضي كله ومظاهرات سيّرتها نار القهر و لوعة الذل عقودا طويلة .. وحوارات فضائية مع شياطين الإنس بيض الوجوه زرق الأعين عجم اللسان أو عربها ..  أنا حيث اجتمعت ملائكة و شياطين في ميدان و احد لأول مرة في تاريخ البشرية .. غضبت الملائكة و حلقت تلوذ بالملأ الأعلى تنتظر نصرتها ,,  أما الشياطين فلازالت تجادل وتناقش ربوبية الحق و ألوهيته .. وقد  اقترب للناس حسابهم  وفي أمتي تخبط بشع .. و أرواح تصعّد ظلما و سفكا .. وفي أمتي تبعية حزينة و ثقة رثة و تكنولوجيا سقيمة مستهلِكة .. و تقدم مريض نحو النهاية

.. حسبت أن في الطب دواءاً لبعض ذلك  فخضت غماره و كسرت فيه القواعد الرتيبة و اعتليت فيه رتبة مرموقة ثم حاولت بعده و فشلت مائة مرة حتى تخدرتُ عن وخز الإخفاق و التقهقر ..  درست العلاجات والأدوية بالآلاف وكتبت الوصفات الطبية في أكثر من سبع سنوات سمان لكني لا أعرف عقارا واحدا للحظة شوق عاصفة ,
 وما شوقي إلا لتاريخ حب كان لأجدادي وعمران قرون تهدم في سنوات ..  و مصافحة أولى لكف حبيب مؤرخ لها في اللوح .. ..

عقلي جزء كبير من الطب لا يفقه خطة علاجية واحدة على الأقل تزيل الغشاء عن أول خطوة في مسار النصرة للدين الغالي غير التقرب إلى الله بالصلوات و الدعوات و الذكر المبين ..
 في خمس مرات كل يوم " اهدنا الصراط المستقيم " تهز في نفسي شيئا قديما شعر به آدم حين هبط من الجنة 
 .. أهو رضا أم توبة أم حنين إلى الوطن الأعلى ؟
عشتُ ستين سنة من هم منذ اغتصبت أرض الإسراء و حُرمتُ الصلاة في المسجد الأقصى  .. وعشتُ  ستة قرون من ألم منذ اهتزت جنة الأندلس وسقطت ..
وها أنا أمارس عادة عربية عمرها عمر  الخذلان في دجلة و الفرات , اسمها التحسر على ما مضى وقد كنت أذمها و أرفضها وأعاني بسببها المغص القاتل حين أسمعها او أقرأها ..

وجدت نفسي في عالم الكتابة أؤمن أنها قوة و سحر و بها اهتدى أقوام و بها ضلوا وبها انتقلت الفكرة و التجربة و النتيجة من قرن إلى الذي بعده .. و حول هذا تورد عشقي لكل نص عميق صارخ في معناه وأنيق في عبارته .. ولا يعنيني الغلاف و القامة و الملامح .. أعرف الناس إذا تعارفت أرواحنا أو إذا تعارفت كلماتنا ...

أقمت في مملكة الطب عمرا و لمست مواطن للضعف في بني آدم و لن أخرج منه حتى أكتشف مركبا جديدا أحقنه في الأوردة و أصلح به علل النفس البشرية داخلي و داخل من حولي من أنفاس مكتئبة
  و تنهيدات يائسة  ومراقبة مريرة للون الأحمر المهدر دون حراك أو عدالة إنسانية مزعومة .. لا مجالس ولا منظمات على وجه الأرض تنصفنا حتى التي تدعي الإنسانية المطلقة و حقوق الإنسان .. تكالبت علينا الأمم تكالب الأكلة على قصعتها و بقيت فينا طاقة إيمان مع يقين و عمل  تترقب لحظة الصفر كي تنفجر !

على أنغام مرثية أبي بقاء الرندي  .. أكتب إلى دويلة وجودها من زيف و خديعة و بقاؤها من قتل و خيانة و فساد ..  استمدت قوتها من ضعف أمتي : لا تعيش دولةُ قوتُها ضعفُ دولة الإسلام طويلا ويا من دنست أقدامهم حرم الأقصى و  نفثت أفعاهم سمومها في كل شبر من الدنيا : لكل شئ إذا ما تم نقصانُ  , فلا يغرَّ بطيب العيش إنسانُ !



 



السبت، 31 ديسمبر 2011

أمنية طفلة في يوم ميلادها السادس والعشرين *




في الحب يا - أنت - لا أعذار

فما العمر سوى ليلة وحيدة .. و نهار

لأني تنفستك حينا من الدهر .. و تشربت أحلامي بوجودك ألذ قطر ..

 ثم تبين أنك لم تصنع شيئا من ( أجلنا ) ..

 و لم أكن - كما أستحق بكل جدارة - من أولوياتك ..

قررت - وأنت أعلم الناس بصرامتي - أن أحوّل نون الجماعة إلى ياء المتكلم ..

 ( من ( أجلي !


 حذفت الملفات القديمة  و غسلت منها عامي هذا سريعا قبل أن يرحل

ولذلك أيضا سأتوقف عن توجيه رسائلي إليك ..

 وسأوجهها إلى " الغيب " الذي أعلم أن فيه مفاجأة سعيدة و قريبة .. بأمر الله ..

يا وقتي المشرق في باطن الأيام .. أبلغك من موقعي هذا السلام ..

و أشكر وقارك في الحضور .. وأعلم أنك مسيّر مأمور ..

أشعر بآخر حبات الوجع تتبخر ..

وأوقن بأني على عتبات البداية لحقبة عُـمرية ثائرة لا تعترف بالوهن ..

لا أعذار ..

هذا العام سيكون فيه تقدير نفسي غير مرتهن بالأرقام و الآراء ..

سأقدرها لصبرها .. لشئ فيها يبقى بيننا .. لقوتها على الصمود ..

لكونها من  أروع من ألهم و أسرّ القلوب وأسَرَها.

لو ُكتب لي عمرٌ جديد ..

سأكون حبيبة مرة أخرى .. سأحب من جديد ..

سيتجدد بداخلي كل شئ .. و لن يبقى لبعض الماضي في ذاكرتي الواعية أي أثر ..

 سيهرم العقل النشط و يكتفي بذكرى عالمه الخاص

 .. سيصعب جدا أن يكون له  أي مكان هنا ( وأشارت إلى قلبها )

ربما كان درسا قاسيا في صفحة الأيام ..

 لكني سأستغل فرصة اشتعال حواسي الآن و شعوري بالإثارة


 وأسجلها وأوثقها  نهاية حقيقية لوهم كان جميلا ومغريا


 .. لا انتكاسة بعد اليوم إن شاء الله .. سأفتح قلبي للمستقبل.



وأمنع نفسي عن الاهتمام .. سأحرمها الخيال الضار .. سأبعدها عن الأمل المؤذي ..
. 
أسدلت الستار الأبيض على هذا المشهد الدرامي... ومحوته تماما ..

من أجلي .. ‎

إن الذي خلق الجميل خلق مثله مئات ..


 و الذي أوجد ما نحب صوّر منه العشرات ...


 و داعا يا صفحتي الماضية .. 


في عام 2011  عرفت عن نفسي شيئا جديدا.. أني أتربع بصدق على عرش الإلهام ...


 ‎‏.و في عام 2012 .. أمنيتي أن ألقى من يكون ملهمي بحق .. 

ولا يرفع وتيرة حماسي للحياة مثله..

اشتقت أن أعيش مع منافس لي في  الإعطاء غير المشروط !!  

عاهدت قلبي ألا أكبر .. و إذا كان و لا بد  فسأكبر كي أكون أكثر قدرة على الجنون 


 "عامٌ توارى و عامٌ بات ينتظرُ .. فأيُّ عامٍ ببعض الحبِّ يستترُ ؟"



لعله هذا العام .. إن قلبي يحدثني أنه هو  .. يا غيبي ..





* يبقى القليل على إتمامي 26 عاما .. حيث يهيأ لي أحيانا أن العالم كله يحتفل بمولدي !   

الخميس، 29 ديسمبر 2011

جـــدا .. جــــداً



(تغريدات أو تويتات جمعتها كلمة جدا .. هي خواطر زارتني في نفس الوقت )


-

.. حوار النفس لاذع جداً .. ماتع جدا


.هدهدة النفس وقت الألم رائعة جدا .. توبيخها وقت التقصير و الكسل نافع جدا  


تخفيف الأوجاع عن المسلمين أروع و أمتع وأنفع .. إدخال السرور إلى قلوبهم هو الطريق الأول للراحة و الرضا
-
قتل الأنانية و ذبح التمحور المطلق حول الذات حل ناجع جداً  

كثير من مآسي الحياة تمخضت عن التقوقع داخل عالم "الأنا" بلا أي مكان ل "هم" ..

-

التذمر من الأقدار شائع جدا مع أن الكل يعرف أن الأصل في الدنيا هو الكبد والتعب والوجع

لمحاولة الرضا بالنِـقَـم شرف كبير. لا يسعد غير قلب قانع جدا -


وخز القلق موجع جدا .. لحظة التوبة مريحة جدا جدا

طعم القسوة مر جدا .. طيبُ الحب منعش جدا .. ملمس الحنان ناعم جدا جدا


  • أما ( اليأس ) فلا طعم و لا رائحة له.لا لون ولا صوت . جثة هامدة تُعرض على الشاشة تعفنت موتاً فقتلت بصورتها البشعة كل من رآها.

    إياكم وإياني و قرباه !

السبت، 24 ديسمبر 2011

عــزفُ منتصـف اللـيـــل





أنتظرك ..

وفي قاع القلب صمود أنثى يغفو مع دقة  الثانية عشرة ..

 منتصف الليل في الشتاء حنون لأنه يشبهك ...

برودته بعيدة كما أنت بعيد ...

و سقف البيت شفاف ..

وللجدران أعمدة وأطراف ...

 و أبواب من حديد ...

 يلفُّـني خدري بإحكام ...

وأرى قمرا يطالعني بابتسام ..


يذكرني حلو الليالي و الأيام ..

 يذكرني الرؤيا القديمة في المنام ..

دفء المكان حولي جميل ...

 غطاء سميك يضمني كعزف حبك الطويل ..

 .. أعجبني الذي يوما عذبني ..

فرحيلك في أوله قاس ثقيل ...

ومرت ألف الف ساعة ...


 وإذا بي فور ابتعادك ...

 أوقن بعد شك .. و أعيش بقناعة 

كان عقلي في فوضى أفكاره يتخبط ..

 حتى هداه نور إلى الطريق

 .. يوشوشني صوت عنيد  .. غير جديد ..

بأني غدا على أنغام صوتك

... أُفيـــق ..

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

شاي و ليمون .. مشهد عربي جدا



طبيبة عربية جدا تتابع  أخبار الفوضى المتكررة في الشوارع المصرية  ...

 الموضوع تخطى حدود ميدان التحرير إلى  شارع "محمد محمود" .. شارع "القصر 

العيني "  شارع " الــ ... " و بدأت أسماء الشوارع تتنافس كي تصبح مشهورة .. 

هجوم من المجلس العسكري على المتظاهرين " نداءات  انتشرت على تويتر : نحتاج 

أطباء و إمدادات .. بنت مصابة يقوم أهل الخير بإسعافها ,,,

 تمنت لو أنها موجودة في الموقع كي تساعد المحتاجين أو تصنع أي شئ مفيد ..

أمنية قديمة جدا و لكنها صادقة و حقيقية  

أنباء تنفي وأنباء تؤكد .. تقاذف بالخيانة و تكذيب .. 

تخوّف عجيب من تقدم الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية  ..

الحال في مصر تصيب بالتوتر و الاضطراب  ..

مرة  تأخذك إلى أعلى سماء من التفاؤل .. و مرة تصيبك بغيظ و حنق .. 

و كرّة تسمم نفسك بالقلق و أشباح اليأس ...

 تساؤلات جالت برأسها فأسكتتها رشفة من قدح الشاي مع الليمون ..  .

..........................

مباراة السد مع الجزر و المد .. و مباراة "مين" مع"فين" .. 

ها نحن في وسط كل هذا نسخر جزءا كبيرا من انتباهنا لكرة القدم

تغيرات جبارة حدثت في 2011  على المستوى الفردي و المجتمعي في الدول العربية 


وفي العالم ,الكثير من المفاهيم و الأفكاروالاهتمامات إلا الكرة !

هل قد عُشقت الكرة بحيث أنها في عصمة عن وضعها في خانة التغييروالتأمل والنقد؟ !
ماذا يعني استمرارالمباريات في العالم والتفات الشباب العربي لها رغم كل شئ؟ 

لماذا لم أسمع عن إلغاء لعبة كروية عربية هذا العام من أجل اضطراب الأوضاع الأمنية ؟

 ألا يوجد ما يستحق أن تتوقف الكرة عن التدحرج من أجله ؟ 
أثبت العربي تفرده بجدارة في شأن المتابعة المخلصة .. و التشجيع الثائر ..

هل أنا وحدي من يشغله التعجب من هذا الموضوع ؟؟

...................

وأكملت التصفح /  اعتصامات في القصيم : تجمع نساء المعتقلين بعد صلاة الجمعة 

بجانب جامع " ال ... "  و قامت الشرطة بالقبض عليهن تحقيقا لمطالبتهن حيث تردد 

أنهن قلن " اسجنونا مع آباءنا وأزواجنا "

قضية مسجوني الرأي بلا حكم لسنوات طويلة وجعٌ قديم لا أقدم منه إلا وجع فلسطين المسروقة جهارا ... النازفة ليلا و نهارا .. 

 .. أخبار عن عدم صحة الاعتصامات ثم تراجع و اعتذار ثم أخبار تؤكدها بالصوت و الصورة ..

فتحت صفحة اليوتيوب المغرور و اختارت عبد الحليم حافظ / أسمر يا أسمراني

.. لماذا  أسمع شيئا عن السُمر و أنا بيضاء  ؟؟  ..

 مشاكل عالمي لا تنتهي ..  ونداء نفسي لازال حائرا .. أريد أن أفعل شيئاً !!

ألن يخرج الله لنا من قلب الازمات من يحمل راية فنتبعه  ؟؟

هل يمكن أن نبدأ فعلا بدلا من الانتظار  ؟؟

أسكتت  صوت الرجل الراحل عند " لا أنا بحكي و لا بشكي " ...

 مؤكد أنه لن يحمل الراية من يستمع إلى عبد الحليم !!  .. ووضعت الشاي جانبا ..

وأمسكت بكتابها تتابع قراءة  في التاريخ العربي.. وآخر عن " الإخوان المسلمين "

ما أشبه اليوم بالبارحة !!

..  ثم حان موعد النوم مثل كل يوم  .. ها هي تكرر هوايتها بالحلم الثابت الراسخ الذي 

تتمنى أن تراه كل ليلة .. و تصحو كل صباح دون أن يأتيها.. مرت سنوات عشرة ..

 لكنها لازالت تستبشر خيرا .. فهي تعرف أن الحلم قد تأجل .. كي تراه حقيقة ..

( فقط في العالم العربي ننام بعمق بعد شرب الشاي ) 

^_^