المتابعون

الأحد، 11 يوليو 2010

*****@@@ أول يوم كطبيبة @@@***** رحلتي من المطار إلى المستشفى ..





بعد صلاة الفجر نظرت في ساعة الجوال كأني أول مرةْ أراها !! كان سؤال مشاغب يشاكسني : من أين يضبطون المنبه ؟؟ كان تركيزي يتهاوى مع مرور الوقت ويقترب من الصفر لم أعرف أهو لأني بحاجة فطرية أليمة إلى النوم أم لأن جوالي المعتاد قد انتحر فجأة دون أن يكتب رسالة وداع أو وصية !! أم لأني كنت في قلقٍ حيال أمر حقيبتي الأنيقة المعبأة بالخيرات ( والأمانات ) والتي كانت أجرأَ مني فرفضت بقوة أن تصطحبني خارج حدود عروس الأبيض المتوسط باقيةً في مطار برج العرب الدولي بالاسكندرية وطعنتني في ظهري بنظرة استهجان : أين عقلها تلك ؟؟ من ذا يترك إجازته هكذا بكل برود عائداً إلى الدوام ؟؟ ولو أنها جلست معي في حوارٍ أُخوي لشرحتُ لها التفاصيل ولأقنعتها بكل حنان أن من أنا مثلهم قد سخَّروا من حياتهم جزءا ليس بالهين لقاء حلمٍ جميل .. لكنها فضلت السكوت والتصرف بعشوائية و طيش .. ولا أدري إن كنا سنلتقي بعد هذا أم لا فأنا رغم حماقةٍ وجدتها فيها إلا أني أشتاق إلى لقائها .. وكاني بها الآن تذرف دموع الندم بعد أن علمت أن لا يد أحن من يدي عليها .. ولا أعلم مني بما في داخلها سوى رب العالمين !!

وحتى لا يكون حديثي كله وصفا لحادثة الحقيبة التي أول مرة أعيشها .. فليكن الحديث عن أمر عينيَّ .. هما أيضا أعلنا غضبهما من فكرة السفر .. ومن رحمة ربي أن لم يتركاني ... بيد أنهما انفعلا بحرارة و أشعلا النار إشعالاً .. و صبغا جدرانهما بالأحمر وأخذا يبكيان طوال اليوم رغماً عني .. لا لحزنٍ بل التهاب أتى هكذا.. وليكن , فقد كنت أحارب تأثير الضوء المؤذي بلبس النظارات الشمسية و التجوال بها في أروقة المستشفى ولا تسل عن العيون المتأملة و العبارات المعجبة بفتاة هوليوود المسلمة الجديدة التي تسير بحجابها .. وتعيش في الظلام وعلى شفتيها ابتسامة تحدٍ للمخرج الجديد الذي أقسم على أن الدور الأنسب لها هو حديثٌ في شأن فلسطين .. فبإمكانها استعمال الدموع خير استعمال بدلا من إهدارها !!

المهم .. كنت أمشي - بشكل أدق كنت أعرج -فقد نسيت أن أخبركم أن أحد الحقائب الغاضبة رغم أنها لم تكن حقيبتي إلا انها ألقت بجسدها الممتلئ على قدمي المسكينة فتورمت و تشنجت و التوت و تلونت و ...... ليكتمل سيناريو الغضب و حوار الصبر في مشهد تراجيدي مثير للشفقة..

والوجه المشرق لليوم لا أنساه لأني أحب و أجاهد أن أكون متفائلة ولو في أحلك الظروف - و ليس أحلك من ظلمة عشتها في وضح النهار طوال اليوم - فقد كان الفريق الذي سأعمل معه بإذن الله مكون من طبيبَيْ امتياز فاجآني بكرمهما العربي الحاتمي حين ناداني أحدهما بعد الاجتماع الصباحي لقسم الباطنة وتقاسما شرح الوضع و الحالات وفي انبهار تابعت كيف أن أحدهما يحفظ ثماني حالات بتفاصيلها ( في نفس واحد ) !! الله أكبر

حسنٌ إذن .. اليوم جاءني خبر قبولي بمستشفى التخصصي لقضاء شهر من الامتياز في مركز الأورام الخبيثة ماشاء الله .. لماذا إذن كانوا يقولون بصعوبته ؟؟؟ ولماذا يتكهنون بذلك في حين أن الأمر مؤقت ولا يستحق هذه الهالة من التعقيد حوله ! وحول كثير من الأمورِ غيرِه...
وقد تجلى معنى الدلع بعد ان تسلمتُ أمر مريضين اليوم - ماشاء الله مرة ثانية - ثم زاد بحنان الطبيبة المقيمة وحماسها الذي أنا على يقين بأنه مؤقت جدا جدا وله سبب غريب سأعرفه قريباً .. نمت ثلث ساعة كاملة ولذيذة في غرفة طبيبات الامتياز التي و لظروف البرستيج لن أذكر كم هي مساحتها !!!

كم هو لذيذٌ التغيير صعودا إلى العلياء الذي أرسم .. بفضل الله وحده ... بطاقة جديدة .. من رقم جامعي إلى رقم وظيفي .. بيجر ( جهاز نداء مزعج ) .. ممرضات يحتجن لأناملي الذهبية .. و مرضى أعود إليهم وإلى ملفاتهم بكل فضول الدنيا وشوقها .. وعقلي في عطشٍ إلى تعلم المزيد والمزيد .. فحماسي ليس جهلا بالواقع اللامنشود في حياة أطباء الامتياز .. ولكنه رغبة مني في جعله عاماً لا ينسى خيراً و أجراً و فائدةً .. اللهم لك الحمد .. من يصدق أن ستاً من السنوات قد مرت .. أستٌ مضت حقاً ؟؟ هل قفزتُ فعلا هذه القفزة من تلة الثانوية إلى تلة الوظيفة ؟؟ كم كانت غيبوة طويلة بكل المقاييس .. وكم أنا احترق رغية في تعويض الكثير .. وتعلم الاكثر ... واعتمادي على ربي ..

ماذا تحملُ لي يا غدُ ؟؟ وهل سأعيشُ في النور ؟؟ أم يوماً آخر من الظلام ؟؟ هل سترضى عني حقيبتي و تعود ,, و ترضى عني العينان فتبردان و تتوقفان عن الاشتعال ؟؟ هل سأبقى أعيش الحب ذاته لأيام ؟؟ أم سينتهي أمري بالثلث .. والثلث قليل !!!


هناك 10 تعليقات:

إيمان يقول...

كان يوما حافلا اذا !!
ابتداء بالمنبه المزعج المنغص لاعظم اللذات
وانتهاء بقبول مفرح..

حمدا لله على سلامتك وسلامة قدمك
(هذاالأثر فقط ليذكرك بتفاصيل ستضحى ذكرى جميلة يوما ما!!)

بارك الله أيامك كلها د.عليائي
وجعلها عامرة بالطاعة والتوفيق و الرضا والحب

د. عليــــــــــــاء يقول...

الله يسلم عمرك وقلبك و يصلح عملك و علمك و يحقق أحلامك

مرورك أحيا هذه الصفحة / إيمان

ويرويني تعليقك بعذوبته

لا عدمتك

بثينة :) يقول...

عليااااء ،
جميلة التدوينة ..
اليوم أحببت شكلك الانترني كثيراً ..
يالله نبغى مذكراتك كل يوم ;)
أنتظرك هنا ،
كلّ يوم
()

د. عليــــــــــــاء يقول...

بثينتي هي الأجمل والأحلى بالأمس أسعدني لقاؤنا الخاطف وأرجو أن أمرك قد تمت بخير عند مكتب التوظيف

شجعتني كثيرا تعليقك وابشري كلما وجدت رمقا سأكتب

أنورت الصفحة و غنت أغنية حبنا وزادت دقات قلبها لما عليها كتبتِ بثينة

^_^

د. عليــــــــــــاء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
د. عليــــــــــــاء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Ibrahim Marwa يقول...

راائعة ماشاء الله.. اسبوعين من الامتياز مضت... تجربة جديدة وممتعة.. ربي يكمل السنة على خير :)

د. عليــــــــــــاء يقول...

أربع ايام فقط من الامتياز مرت بالنسبة لي ولكني شعرت أنه دهر !!


وآمين .. جعلها الله سنة خير و فائدة و تحقيق للمراد والمبتغى بحوله و قوته .. ولا حرمنا الله النية حتى نتعب بأجر




شكرا دكتور إبراهيم .. أسعدني تعليقك

eatimad يقول...

ازيك يا لولو ما شاء الله مزكراتك اسلوبها شيق
الف سلامه علي رجلك ووحشتيني قوي
ويارب يفيدك بالامتياز ويارب اخلص انا كمان واستلم الوظيفه

د. عليــــــــــــاء يقول...

حبيبة قلبي موزة

انتي الأجمل

الله يسلمك رجلي بقت زي الفل

وربنا يوفقك و تتخرجي على خير و نفرح بيكي

محبتي