المتابعون

الأحد، 6 نوفمبر 2011

في الاتجاهات الأربعة رحلت أفكاري





.. قصة قلبي معك طويلة .. نهايتها مجهولة .. تقبع خلف ستار الغيب

 ..أنا هنا . .. أهنئ نفسي بفرحتين .. الليلة عيد الأضحى الأول في عهدي الحديث

 ..وجهي يتفجر حُمرة وحرارة بعد وجبة مشبعة من حياة ..فالشبع بعد الصوم أجلُ     

  ..وأسمى لذائذ الدنيا

. رأيتكَ فيما يرى النائم .. أتيت عندنا ,, في بيتنا .. كما كان يفعل آباؤنا في جيلٍ مضى

أنت هناك ... تسافر في نوفمبر إلى بلاد الثلج بحثا عن مستقبل أفضل

وأنا هنا .. أتابع مشواري المشرق في العالم الثالث الحار , وأفكر ..

حلمي ذاك قبل ستة أشهر .. هل كان رؤيا ؟ أم كان أضغاث أحلام ؟؟

أخرج عن أسوارعقلي أحيانا و أصدق أحلامي بحذافيرها ..

أعود إلى حصني لأعيش مع الأحلام سلواناً لا أكثر, ولا أعتمد عليها

وإنما أتعلق برب الوجود و ربي منذ عرفت نفسي

ورثتُ عالم الأحلام عن أمي التي تؤمن - أكثر من غيرها - بحكمتها الربانية

أمي تعيش حيث وُلدتْ عند البحر الأبيض المتوسط .. الناحية المصرية .. قلعة قايتباي

.. و مكتبة الاسكندرية

وأنا أعيش حيث وُلدتُ .. أبعد ما أكون عن أي بحرٍ أو نهر .. في قلب الجزيرة العربية

 .. في المدينة الصحراوية التي تعاند نفسها بالعمران الجبار .والتكنولوجيا الصاخبة ..

لكن الجفاف يتحدى معالمها بقسوة 

ورغم هذا فأنا أنتمي إليها و أحبها مرغمة 

......


ربُ الأحلام وربي  .. رزقك مفتاحاً للراحة في قلبي .. ورزقني قصة جهاد مرهقة في

 وجودك .. وكل جهاد هو هزيمة مع فوز .. و فوز مع هزيمة

وكل جهاد هو شرف للمؤمن .. ينتهي برضوان الله

جمعني الله بك مرة بين زحمة الناس .. دون تخطيط .. دون ترتيب .. دون توقع

لماذا ؟

جمعني بالكثيرين غيرك في دائرة العمل ..لم يحدث قطُ في نفسي شئٌ مما جرى يومها

لم أرَك جيدا لأن عيني لا تعرف طريقها إلى الإمعان في وجوه الناس حين تقابلهم

لكني عرفتك جيدا ! قرأت ماضيك كله في لحظة .. عرفت شيئا عنك في ثوانٍ 

ما هذا ؟؟

صوتك عبر هاتف المستشفى , نغمة مألوفة جعلتني أتوتّر داخلي ..وأبتسم 

هذا الصوت أعرفه جيداً ! سمعته قديما جدا قبل أن أُخلق ؟

قبل أن أُخلق .. ألا تبالغين ؟؟

متى ؟ و كيف ؟


وما الذي منعني بعد ذلك أن أستمع إليك كل ساعة ,, و قد كنت أستطيع لو أردت؟

لا .. يستحيل !!

ما هو المستحيل يا أفكاري ؟؟

المستحيل أن يكتب الله كل هذا إلا لشأن عظيم ..

أصف نفسي بالسذاجة كلما فكرت في أن هذه ستكون رواية تُحكى للأجيال بعدنا

ربما أني تأثرت بقراءتي للخيميائي .. 

بطل الرواية شاب أندلسيّ .. راعي أغنام يبحث عن أسطورة حياته

والرعيُ كان فيك منه صبرٌ جميل على الحياة .. وعلى الناس ..وكنت تبحث عن

 أسطورتك ..

أخبر "سانتياغو" من مصدر موثوق بأن كنزه يعيش تحت رمال الجيزة .. تحرسه

 .. الأهرامات .. شق عباب الصحاري العربية (  شرقا ) حتى وصل واحة الفيوم

.. المصرية .. وهناك .. التقاها عند بئر عذب

و عند المياه العذبة تنبت شُجيراتُ الحب

عشق الحياة حين قابل عيني "فاطمة" .. حبه الكبير .. 

واعتمل في داخله صراع بين البقاء إلى جانبها ومتابعة السفر 

لكن فاطمة كأي قلب يحب ,,, نصحته بالمضي وراء حلمه

وبعد أن وعدها بالعودة إليها غانما .. تركها و تابع مشواره 

( شمالا )

وتوطدت علاقته بالكون .. و فهم عن الحياة الكثير

توقفتُ هنا 


قالت عيناك يومها وفي دقائق قليلة كلَ شئ.. قالت تدويناتك اليومية ألف شئ..

لكنك لم تعدني بما يتوقعه قارئو هذا النوع من الروايات

خشيتَ أن تصرّح ,, وأنت بعد لم تستقر وتعرف طريقك ..ولم تعلم بأن حديثَ

.. روحك قد كفّى ووفّى

لم تتركني ,, لأنك ما اجتمعتَ بي يوما

 ( واتجهت  ( غرباً  )  ..تبحث عن كنزك !

وهكذا يفعلون .. و الواو ضمير يعود على العظماء

هل يحدثُ هذا إلا في عالم النوادر ؟ هل يمنع رجلٌ نفسه من الإسراع إلى البوح؟؟

نعم .. فالرجال قبل أي شئ لابد أن يعتدوا بأنفسهم و يرضوا عنها .. 

هل تعرف ما هو الظريف في قصة الأندلسيّ ؟

بعد أن عانى التعب و الخطر و حرارة الشمس .. وضياع المال 

ومرور الأعوام مع فرصٍ , وعملٍ , و ذلٍ , و لقاءٍ و فراق

لم يجد في رمال الجيزة ما أخبره به الملك الصادق عن المجد !!

سوى علامة عرف بها الطريق الحقيقية إلى مبتغاه


الذي كان ببساطة و تعقيد عند نقطة الصفر في رحلته الكبرى !


وهذا هو أجمل ما كان .. مشوار البحث عن الذات ..

وأنا أتمنى أن تجد كنزك وتكتشف أسطورتك.. وأن تتشبع رضاً عن حياتك

أنا هنا .. أسعدُ كلما مر عليّ الشريط

حدث شئ جميل لم أكن أتخيل حدوثه في نفسي .. لم أصدقه و أنكرته ,,

 ..و تهربت من
 الاعتراف به

ثم بعدها صعُـبَ عليّ أن أتخيل انتهاءه


وحدث شئٌ أجمل

معركتي مع نفسي انتهت بالفوز .. أرابطُ على البعد..  وأستمتع بأحاديثِ عقلي مع قلبي 

وأدعو بلسان المجاهدين في زمن الإسلام الأول.. فطوبى لي .. وطوبى لك

عرفتُني جيدا في أشهرَ لا تُذكر من عمر الأمم

أحببتُني أكثر .. ورضيتُ عن ربي

اتجهتُ ( جنوبا ) إلى حيث عملي الجديد في مدينتي

ولم تعد تهمني النهاية ...

لأنها في الحالين قصةُ مشاعر وأفكار تستحق بجدارة أن تبقى رواية فريدة في طهرها

 تقرؤها كل الأجيال العطشى للنقاء من بعدنا


وستكون ..




















هناك تعليق واحد:

د. عليــــــــــــاء يقول...

وعليكم السلام ..

وانتا بالصحة والسعادة والرضا ..

كل عيد أنت أقرب و أسعد..

شكرا لمرورك .. :)